ما هو إنترنت الأشياء (IoT)؟

إنترنت الأشياء (Internet of Things IoT) هو مفهوم حاسوبي يصف فكرة توصيل الأشياء المادية اليومية بالإنترنت، والقدرة على تعريف نفسها بأجهزة أخرى وإرسال واستقبال البيانات، ويرتبط المصطلح بتحديد الهوية بموجات الراديو (RFID) باعتباره وسيلة اتصال، على الرغم من أنه قد يشمل أيضًا تقنيات الاستشعار الأخرى أو التقنيات اللاسلكية أو رموز QR.[١]


أصبحت تقنية إنترنت الأشياء شيئًا مهمًا، وذلك لاستطاعة تمثيل الكائن أو الجهاز نفسه رقميًا، إذ لم تعد الأجهزة متعلقةً فقط بمستخدميها، بل أصبحت الآن متصلة بالأجهزة المحيطة وقاعدة البيانات، وعندما تعمل العديد من الأجهزة في انسجام تام، فإنها تُعرف باسم "الذكاء المحيط".


قد يصعب صياغة مفهوم دقيق لـ"إنترنت الأشياء"، في الواقع، يمكن أن يصبح أي كائن مادي جزءًا من إنترنت الأشياء إذا كان متصلًا بالإنترنت للتواصل أو التحكم أو تبادل المعلومات، أي شيء من كاميرا الويب إلى جهاز ذكي يمكن التحكم فيه، حتى الأجهزة الأكبر، مثل السيارات أو الطائرات ذاتية القيادة أصبحت إنترنت الأشياء، أو على الأقل تم تعزيزها بمكونات إنترنت الأشياء المهمة، مثل المستشعرات والمحركات المركبة على السفن الكبيرة أو المحركات النفاثة لضمان عملها بكفاءة.[١]


تاريخ إنترنت الأشياء

نوقشت فكرة إضافة أجهزة الاستشعار والذكاء إلى الأشياء الأساسية خلال الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، ولكن بصرف النظر عن تنفيذ بعض المشاريع المبكرة بما في ذلك آلة البيع (vending machine) المتصلة بالإنترنت، لم تكن التكنولوجيا جاهزة آنذاك، لذلك كان التقدم بطيئًا، وكانت الرقائق الإلكترونية كبيرة جدًا وضخمة، ولم تكن هناك طريقة لتواصل الأشياء بشكل فعّال، إذ كان هناك حاجة إلى معالجات رخيصة الثمن وموفرة للطاقة.[٢]


أدى اعتماد علامات RFID (رقائق منخفضة الطاقة يمكنها الاتصال لاسلكيًا) إلى حل بعض هذه المشاكل، إلى جانب زيادة توافر الإنترنت على نطاق واسع، وتوافر الشبكات الخلوية واللاسلكية، كما كان اعتماد IPv6 (الذي يوفر عناوين IP كافية لكل جهاز من المحتمل الاحتياج إليه)، خطوة ضرورية لتوسيع نطاق إنترنت الأشياء.[٢]


صاغ كيفن أشتون مصطلح "إنترنت الأشياء" في عام 1999، على الرغم من أن التكنولوجيا استغرقت عقدًا آخر على الأقل للوصول للرؤية الصحيحة، وكانت إنترنت الأشياء في البداية أكثر إثارة للاهتمام في مجال الأعمال والتصنيع، حيث يُعرف تطبيقها أحيانًا باسم آلة إلى آلة (M2M)، ولكن أصبح التركيز الآن على تزويد المنازل والمكاتب بالأجهزة الذكية، وتحويلها إلى شيء مناسب للجميع تقريبًا.[٢]


آلية عمل إنترنت الأشياء

يتطلب إنترنت الأشياء ثلاثة عناصر فقط للعمل، وهي:[٣]

  1. طريقة لتوصيل الأجهزة بأجهزة أخرى.
  2. طريقة للأجهزة في جمع البيانات من الأجهزة الأخرى.
  3. طريقة للأجهزة لمعالجة تلك البيانات واتخاذ القرارات.


يمكن للأجهزة الاتصال بالإنترنت باستخدام الواي فاي (Wi-Fi)، أو يمكنها استخدام البلوتوث للاتصال المباشر القريب المدى دون أي وسيط، وتوجد أيضًا خيارات أخرى، مثل ZigBee وZ-Wave، ولكن حتى بعد الاتصال، لا يمكن للأجهزة الاتصال ببعضها البعض إلا إذا كان بإمكانها التحدث بنفس اللغة (أي يجب أن تكون قادرة على فك تشفير البيانات المرسلة إليها).[٣]


مع وجود العديد من اللغات المحتملة، يستحيل على جهاز واحد دعم جميع اللغات، لهذا السبب تعتمد العديد من منصات إنترنت الأشياء على جهاز مترجم فوري، على سبيل المثال تتواصل منتجات SmartThings مع بعضها البعض عن طريق تمرير البيانات عبر SmartThings Hub، هذا يعني أن كل جهاز يحتاج فقط إلى معرفة لغة الموزع (Hub)، بينما يعرف الموزع (Hub) كيفية التحدث إلى كل جهاز، مما يسمح للأجهزة بالاتصال بشكل غير مباشر بسهولة.[٣]


ما هي أجهزة إنترنت الأشياء؟

يمكن أن تكون أجهزة إنترنت الأشياء؛ المفاتيح الذكية الخفيفة، أجهزة الحرارة الذكية، الأقفال الذكية، وحتى منتجات المنازل الذكية مثل المكانس الكهربائية إلى أواني الطبخ الذكية، إذ يمكن لأجهزة إنترنت الأشياء نقل البيانات عبر الشبكة دون إدخال من قبل الإنسان، على سبيل المثال يمكن أن يرسل منظم الحرارة الذكي تقارير الحالة، ويمكن للكاميرا الأمنية إرسال تنبيهات الحركة، ويمكن لمكنسة الروبوت إرسال تنبيه عندما يحين وقت تغيير الفلتر.[٤]


أمثلة على إنترنت الأشياء

هنالك تطبيقات لا حصر لها يمكن للشركات والحكومات استغلالها ولاستفاة منها، وفيما يلي بعض الأمثلة الواقعية لما تفعله أجهزة إنترنت الأشياء:[٥]


الساعات الذكية أو الأجهزة القابلة للارتداء

الأجهزة القابلة للارتداء، مثل ساعة الـ Fitbit الذكية وأجهزة تتبع اللياقة البدنية UP، التي تجمع بيانات حول عدد الخطوات التي يخطوها المستخدم، ومدى جودة نومه، وعدد السعرات الحرارية التي يستهلكها، وأكثر من ذلك بكثير، وأيضًا ساعات آبل الذكية، حيث تجمع هذه الساعات البيانات حول أي شيء تقريبًا مثل الموقع الجغرافي أو السرعة أو وظائف الجسم، ويمكن مزامنة هذه البيانات مع الهواتف أو الأجهزة اللوحية وتحليلها في التطبيقات.[٥]


أجهزة الاستشعار

توجد أجهزة الاستشعار في كل مكان، كالمحيطات المليئة بأجهزة الاستشعار التي تتعقب درجة حرارة البحر والتيارات، وكذلك وضع عدد من الشركات أجهزة استشعار في الأراضي الزراعية، لتتبع صحة التربة والتنبؤ بالمستوى الصحيح للأسمدة المطلوبة للحصول على محصول مثالي، حتى يمكن لفرشاة الأسنان أن تشعر بمدى جودة التنظيف وإرسال التحليل إلى الهاتف الذكي الخاص بالمستخدم، ليتمكن من تحسين أسلوبه في التنظيف بالفرشاة.[٥]


المنازل الذكية

ترسل الإنذارات الأمنية التي تتصل بالإنترنت للتنبيه بشأن أي متسلل في المنازل الذكية، وتراقب الموازين الموجودة في الحمام المتصلة بالإنترنت الوزن ومؤشر كتلة الجسم ومعدل ضربات القلب، وجودة الهواء في المنزل، كما توجد مصابيح كهربائية متصلة بالشبكات اللاسلكية، مما يسمح للمستخدم بالتحكم بها باستخدام جهاز الهاتف، توجد أيضًا أجهزة استشعار في الحدائق، والنباتات الداخلية ترسل رسالة إلى الهاتف عند الحاجة للري.[٥]



المراجع

  1. ^ أ ب Justin Stoltzfus (27/11/2020)، Internet of Things (IoT) is a computing concept that,and send and receive data. "Internet of Things (IoT)"، Techopedia، اطّلع عليه بتاريخ 2/10/2021.
  2. ^ أ ب ت Steve Ranger (3/2/2020)، "What is the IoT? Everything you need to know about the Internet of Things right now"، zdnet، اطّلع عليه بتاريخ 2/10/2021.
  3. ^ أ ب ت JOEL LEE (27/8/2018), "What Is the Internet of Things?", Makeuseof, Retrieved 2/10/2021.
  4. Erika Rawes (28/1/2020), "What exactly is the Internet of Things? ", Digitaltrends, Retrieved 2/10/2021.
  5. ^ أ ب ت ث Bernard Marr, Internet of Things describes,for Small Business For Dummies. "Understanding Big Data and the Internet of Things", Dummies, Retrieved 3/10/2021.