ما هو الواقع الافتراضي؟

تُعرف تقنية الواقع الافتراضي (virtual reality (VR)) بأنها تقنية تستخدم أجهزة وبرامج الحاسوب لإنشاء محاكاة لبيئة رقمية ثلاثية الأبعاد، تمكن المستخدم من التفاعل معها باستخدام حواسه الخمسة، أي تتيح له رؤية العناصر في هذه البيئة بعينيه ولمسها وسماع أصواتها، وبكلمات أخرى تُدخل تقنية الواقع الافتراضي المستخدم في بيئة رقمية معينة أُنشأت من خلال الحاسوب.[١][٢]


ولنجاح تجربة الواقع الافتراضي يجب على المستخدم ارتداء أجهزة إلكترونية تسمح له باستخدام حواسه فيها مثل النظارات وسماعات رأس والقفازات وبدلات الجسم، وكلما زادت هذه الأجهزة زاد إحساس المستخدم بالبيئة من حوله، مثلًا إذا لم يرتدِ القفازات الإلكترونية، لن يشعر بما يلمسه أثناء تواجده في بيئة الواقع الافتراضي.[١][٢]


أنواع أنظمة الواقع الافتراضي

تختلف البيئات التي يمكن إنشاؤها باستخدام الواقع الافتراضي، اعتمادًا على استخداماتها، وحاليًا يتم تصنيف بيئات الواقع الافتراضي إلى 3 بيئات:[١]


واقع افتراضي غير غامر

تقترب تجربة الواقع الافتراضي غير غامر (Non-immersive) من تجربة البيئة الواقعية، ولكن مع تفاعل بسيط مع البيئة الرقمية، ومن الأمثلة الشائعة عليها، شاشة الكومبيوتر، إذ يمكن التفاعل مع شاشة الكومبيوتر باستخدام لوحة المفاتيح أو الماوس أو السماعات وغيرها من الأجهزة، لكن البيئة الرقيمة لا تتفاعل مع المستخدم بنفسها إلّا إذا بدأ هو بإرسال الأوامر، مثل ما يحصل عند تصفح الإنترنت أو لعب ألعاب الفيديو.


واقع افتراضي شبه غامر

في الواقع الافتراضي شبه الغامر (Semi-immersive)، يتفاعل المستخدم مع البيئة الرقيمة تفاعلًا جزئيًا، ويركز بشكل عام على دمج حاستي البصر والسمع مع البيئة الرقمية ثلاثية الأبعاد، من خلال النظارات والسماعات الخاصة، ولكنه لا يدمج الحركة الجسدية في البيئة، فتبقى حركة جسد المستخدم غير مؤثرة على البئية الرقمية، ويمكن ملاحظة هذه البيئة في محاكي الطيران، الذي تستخدمه شركات الطيران والجيوش لتدريب طياريها.


واقع افتراضي غامر بالكامل

يغمر الواقع الافتراضي الغامر بالكامل (Fully immersive) المستخدم في البيئة الرقمية، حيث يمكن استخدام جميع حواسه تقريبًا في التفاعل معها، مثل البصر، والسمع، واللمس، وحتى الشم أحيانًا، من خلال مثل الخوذات والنظارات أو القفازات، أيضًا تتوفر أجهزة إلكترونية يمكن ارتداؤها لدمج حاسة الشم في البيئة الرقمية، بالإضافة إلى ذلك يدمج الواقع الافتراضي الغامر الحركة الجسدية للمستخدم في البيئة الافتراضية، باستخدام أجهزة تشبه أجهزة الركض والدراجات النارية الثابتة في مكانها، وبالرغم من أن هذا النوع من الواقع الافتراضي منتشر جدًا في أفلام الخيال العلمي، إلّا أنه واقعيًا ما زال قيد التطوير والدراسة، ولكنه تقدم تقدمًا كبيرًا في مجال صناعة الألعاب.


تطبيقات الواقع الافتراضي

لا يقتصر استخدام الواقع الافتراضي على ألعاب الفيديو، إذ يمكن استخدامه في عدة مجالات منها:


الألعاب

تطورت الألعاب تطورًا كبيرًا بفضل تقنيات الواقع الافتراضي التي تسمح للاعب الانغماس في تجربة اللعب، فمنها ما يسمح بالانغماس الجزئي، حيث تظهر اللعبة بصورة ثلاثية الأبعاد يمكن التفاعل معها على جهاز كمبيوتر عن طريق تحريك لوحة المفاتيح أو الماوس أو الشاشة التي تعمل باللمس، ومنها ما يسمح بالانغماس الكلي، حيث يرتدي اللاعب سماعات الواقع الافتراضي في غرف الواقع الافتراضي المزودة بشاشات العرض الخاصة وبالأجهزة التي تزود اللاعب بالتجربة اللمس أو الشم أو الحركة.[٣]


الرعاية الصحية

تُطبق تقنيات الواقع الافتراضي في الرعاية الصحية في عدة مجالات، مثلًا يستم الجراحين والأطباء بشكل عام تقنيات الواقع الافتراضي للتدرب على العمليات الجراحية على الأجسام الافتراضية، أو التدرب على استخدام الأجهزة الطبية الجديدة، كما بدأ الأطباء باستخدامه في علاج مشاكل الصحة العقلية، مثل علاج اضطراب ما بعد الصدمة والقلق، أيضًا استُخدم الواقع الافتراضي في نوفمبر 2021 في وصفة طبية تسمى (EaseVRx) لتخفيف الألم عند البالغين بموافقة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.[٤]


البيع بالتجزئة

منذ إطلاق تقنية الميتا فيرس (Metaverse)، تغير اتجاه شركات البيع بالتجزية الكبيرة إلى دمج تقنيات الواقع الافتراضي في عمليات البيع، مثلًا سيتمكن المستخدم باستخدام الواقع الافتراضي مستقبلًا من تجربة الملابس قبل شرائها؛ مما يساعده في اختيار ما يناسبه بالضبط قبل طلبه، وبدأت فعليًا بعض الشركات الكبيرة مثل شركة التجزئة الأوروبية ASOS، التي استثمرت في شركة تطوير البرمجيات Trillenium لبدء دمج الواقع الافتراضي بعمليات البيع.[٤]


السياحة

بما أن الواقع الافتراضي قائم على تجربة بيئات رقمية ثلاثية الأبعاد متعددة الأغراض، فإن هذه البيئات يمكن أن تكون ببساطة أماكن سياحية، مثل باريس وروما وغيرها، يمكن الذهاب إليها فقط بارتداء بعض الأجرة والدخول إلى العالم الافتراضي، أيضًا يمكن استخدام هذه التقنية في الترويج إلى الرحلات السياحية الواقعية، فمثلًا يمكن لشركة سياحية إتاحة تجربة زيارة متحف اللوفر لمدة دقيقتين لتجربة فكرة التجول في المتحف ومشاهدة القطع الأثرية النادرة، حيث يمكن أن تجعل هذه التجربة البسيطة أن يقوم الشخص بالتسجيل في رحلة فعلية إلى باريس لزيارة المتحف، وهذا ما أثبته فعلًا Thomas Cook في تجربة الواقع الافتراضي "Try Before You Fly" التي أطلقها في عام 2015، حيث يمكن للسواح المحتملين زيارة المتاجر في مختلف البلدان لتجربة الكريسماس قبل الحجز لمدة 5 دقائق، وكانت النتيجة لذلك ارتفاعًا بنسبة 190% في حجوزات الرحلات في مدينة النيويورك.[٤]


التعليم

يساعد الواقع الافتراضي في إنشاء بيئات رقمية يمكن الوصول إليها من جميع أنحاء العالم، وهذا ما يمكن استخدامه في التعليم عن طريق إنشاء فصول دراسية رقمية يمكن للطلاب من أنحاء العالم حضورها، وقد بدأ شركات تطبيق هذه الفكرة بالفعل، مثلًا عقدت شركة Victory XR شراكة مع Engage لتوفير حرم جامعي رقمي مزدوج لتمكين الطلاب من التعلم في فصول تفاعلية حية يدرسها أشهر العلماء في العالم، أيضًا قدمت شركات أخرى مثل Tech Row تجربة الذهاب في مهمة فضائية إلى بلوتو واستكشاف القارة القطبية الجنوبية، والذهاب في الرحلات الميدانية إلى الكولوسيوم وروما القديمة، بل والذهاب في رحلة استكشافية إلى جسم الإنسان وزيارة الخلايا البيضاء من غرفة الصف.[٤]

المراجع

  1. ^ أ ب ت "virtual reality", techtarget, Retrieved 13/11/2022. Edited.
  2. ^ أ ب "virtual reality", britannica, Retrieved 13/11/2022. Edited.
  3. "virtual reality gaming (VR gaming)", techtarget, Retrieved 13/11/2022. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث SOPHIE THOMPSON (1/3/2022), "VR Applications: 23 Industries using Virtual Reality", virtualspeech, Retrieved 13/11/2022. Edited.