ما هي تقنية NFC؟
يُطلق على تقنية الاتصال قريب المدى؛ NFC وهي اختصار لـ Near Field Communication، تُعرف بأنها تقنية اتصال مدمجة في معظم الهواتف الذكية الحديثة وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وغيرها من الأجهزة الإلكترونية، تستخدم لنقل البيانات دون الحاجة إلى اتصال بالإنترنت بين الأجهزة قريبة المدى، أي القريبة "ماديًا" من بعضها البعض، إما عن طريق التلامس أو عن طريق وضعها ضمن مسافة لا تتعدى دائرة قطرها بضعة سنتيمترات (10 سم تقريبًا)، وتقوم هذه التقنية على مبدأ تحريض المجال المغناطيسي لتمكين الاتصال بين الأجهزة.[١][٢]
تُستخدم تقنية NFC في عدة تطبيقات مثل نقل الملفات الصغيرة مثل المستندات والصور، وفتح غرف الفنادق أو المكاتب، وفتح أبواب السيارة، ومصادقة بطاقات الائتمان، وفي تطبيقات الدفع الرقمية مثل آبل باي (Apple Pay) وجوجل باي (Google Pay) وسامسونج باي (Samsung Pay)، حيث يضع المستخدم هاتفه المزود بتقنية NFC بالقرب من القارئ؛ وهو آلة بيع مزودة بتقنية NFC أو جهاز تسجيل نقدي أو جهاز محمول آخر لإتمام عملية الدفع.[١]
كيف تعمل تقنية NFC؟
تطورت تقنية NFC عن تقنية RFID (تحديد الهوية بموجات الراديو)، وهي تقنية تستخدم في بطاقات التعريف بموجات الراديو، تستخدم جهازًا صغيرًا يسمى RFID Tags، يمكن وضعه في أي مكان، وعلى أي شيء تقريبًا، يحتوي على شريحة مصنوعة من السيلكون وهوائي يستخدم لاستقبال وإرسال البيانات من خلال موجات الراديو، بين RFID Tags وجهاز القارئ الإلكتروني، ويمكن رؤية تطبيقات هذه التقنية في بطاقة مفتاح الوصول إلى مبنى مكتب أو غرفة فندق.[٣]
في التطبيقات الاتصال قصيرة المدى، تعمل كل من تقنيات RFID وNFC على مبدأ الاقتران الاستقرائي، من خلال قيام جهاز القارئ بتوليد مجال مغناطيسي عن طريق تمرير تيار كهربائي عبر ملف، يعمل هذا المجال على تحفيز مرور تيار كهربائي في الـ Tag عند اقتراب الجهاز من القارئ، وذلك دون وجود أسلاك أو حتى اتصال مادي، وبمجرد نجاح الاتصال الأولي، يتم إرسال البيانات المخزنة على الـ Tag لاسلكيًا إلى القارئ.[٣][٤]
ويكمن الفرق الرئيسي بين التقنيتين بمدى الإرسال أو نطاق الإرسال، حيث تستخدم تقنية RFID لنقل البيانات عبر مسافات أطول من تقنية NFC، مثلًا يمكن استخدام تقنية RFID في جمع الرسوم من السيارات التي تسير في طرق مدفوعة، وذلك من خلال لصق علامات RFID الذكية (RFID Tags) على الزجاج الأمامي للسيارة، حيث تتم عملية الدفع فقط عن طريق مرور السيارة عبر كشك رسوم المرور، أما نطاق الاتصال في تقنية NFC؛ أقصر، يبلغ بضعة سنتيمترات، وفي معظم التطبيقات المتعلقة بالهواتف الذكية، لن يبدأ البرنامج بالاتصال إلا إذا كان هناك اتصال مادي بين الأجهزة، وذلك لمنع خطأ الاتصال بين أكثر من جهازين، أو منع عمليات الاختراق، حيث تستخدم هذه التقنية في الغالب في التطبيقات المالية، وفي نقل البيانات الحساسة، لذلك يجب أن تكون آمنة.[٣]
- يمكن أن يحدث الاتصال بين الأجهزة في تقنية RFID عبر مسافات أطول إذا كانت الـ RFID Tags مزودة بمصدر طاقة.
- تعمل أجهزة NFC كجهاز قارئ أو علامة ذكية (Tag)، مثل الهاتف الذكي، وهذا ما يجعل تطبيقاتها متعددة.
ما هي أنواع تقنية NFC؟
تأتي تقنية NFC بنوعين؛ نشط (Active)، وخامل (Passive)، يكمن الفرق بينهما في مصدر الطاقة التي تعتمد عليه العلامات الذكية أو الـ Tags، ففي النوع النشط، يولد الجهاز الذي يدعم تقنية NFC مجالًا لاسلكيًا، مما يمكّن عملية التواصل الثنائية بين الجهازين، أما في الوضع الخامل، يعتمد جهاز NFC على جهاز نشط للحصول على طاقة، ولنجاح عملية الاتصال بين جهازين عبر تقنية NFC يجب أن يكون جهاز واحد على الأقل نشطًا؛ وإلّا لن تكون هناك إشارة يمكن نقلها.[٤]
ما الذي يميز NFC عن البلوتوث؟
قد يتساءل البعض عن سبب استخدام تقنية NFC بدلًا من البلوتوث (Bluetooth)، مع أن كلاهما من تقنيات الاتصال قريب المدى، وهنا نجيب بأن البلوتوث تحتاج وقتًا أطول لإرسال البيانات، لأن الأجهزة تحتاج أولًا إلى إتمام عملية الاقتران (Pairing)، ومن ثم البدء في عملية إرسال البيانات، أما بالنسبة لكونهما كلاهما من التقنيات قريبة المدى، فهذا صحيح، ولكن تقنية NFC تستخدم نطاقًا أقصر من نطاق البلوتوث؛ مما يمنحها عدة ميزات على البلوتوث، مثل أنها تحافظ على انخفاض استهلاك الطاقة، وعلى ضمان السرية والأمان أثناء إرسال البيانات؛ لأن أي ماسح ضوئي يحاول اعتراض البيانات واختراقها سيواجه صعوبة كبيرة بسبب قصر النطاق، أما في حالة البلوتوث الذي يصل نطاقها إلى 0.9 متر تقريبًا، فيمكن اختراق البيانات المرسلة من خلالها بسهولة أكبر من NFC.[٤]
أيضًا تستخدم البلوثوت طيفًا لاسلكيًا مزدحمًا بتردد 2.4 جيجا هرتز، لنقل البيانات بين الأجهزة، حيث يتشارك هذا الطيف مع موجات شبكات الواي فاي (Wi-Fi)، والهواتف اللاسلكية، وأجهزة مراقبة الأطفال، وغيرها، مما يؤدي إلى تداخل الموجات وبالتالي إعاقة عملية إرسال البيانات، أما تقنية NFC، فتستخدم ترددًا لاسلكيًا مختلفًا، لذلك لن يؤثر تداخل الموجات على جودة عملية نقل البيانات.[٤]
ما هي الهواتف الذكية التي تدعم تقنية NFC؟
تدعم مجموعة كبيرة من الهواتف الذكية تقنية NFC، مثل هواتف الآيفون (iPhone)، حيث بدأت شركة آبل بدمج ميزات تقنية الـ NFC بإصدار آيفون 6 إلى أحدث إصدار من خلال تطبيق Launch Center Pro، أيضًا تدعم الأجهزة التي تعمل بنظام الأندرويد 4.0 والإصدارات الأحدث تقنية NFC، حيث يمكن استخدام الهاتف الذكي الذي يعمل بنظام أندرويد 4.4 في بطاقة جوجل باي (Google Pay)، وسامسونج باي (Samsung Pay) لهواتف السامسونج.[٥]
أيضًا يمكن لهواتف الأندرويد التي تعمل بنظام Android 4.4 والإصدارات الأحدث (إلى إصدار Android 9.0) استخدام ميزة Android Beam التي تستخدم لإرسال الرسائل والملفات، مثل مقاطع فيديو اليوتيوب (YouTube) وصفحات الويب وغيرها، ويمكن تفعيل هذه الميزة من خلال تطبيق الإعدادت في الهاتف.[٥]
المراجع
- ^ أ ب "near-field communication (NFC)", techtarget, Retrieved 22/11/2022. Edited.
- ↑ "NFC (Near Field Communication) - definition", gsmarena, Retrieved 22/11/2022. Edited.
- ^ أ ب ت "What is NFC and how does it work? Everything you need to know", androidauthority, 18/10/2022, Retrieved 22/11/2022. Edited.
- ^ أ ب ت ث "What Is Near Field Communications, or NFC?"، lifewire، 7/9/2021، اطّلع عليه بتاريخ 22/11/2022. Edited.
- ^ أ ب "What is NFC? Here’s everything you need to know", digitaltrends, 10/9/2021, Retrieved 22/11/2022. Edited.